العهد الجديد (كلمة الله)

السبت، 2 أبريل 2011

أعظم المواهب



-هل لديك موهبة الشفاء؟ لا ليس لدي..
-هل لديك موهبة اخراج الشياطين؟ لا للأسف..
- هل لديك اذن مواهب الوعظ و التعليم؟! لا أيضاً و لا هذه.
- و لا موهبة لديك؟؟؟
هل لديك موهبة المحبة؟
نعم لدي موهبة المحبة. اذن أنت لديك أعظم موهبة بحكم كلمة الله.
هل تتذكر الشاهد الآتي:اما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة (1كو13:13)
في الحقيقة ان هذه الكلمات وردت في الاصحاح التالي مباشرة للاصحاح الثاني عشر من نفس السفر و الذي تكلم فيه القديس بولس عن المواهب الروحية ،استفاض في عرض و شرح المواهب الروحية التي تحتاجها الكنيسة و أشار الى تكامل الجسد الواحد في تكامل أعضاءه و تكامل وظائف هذه الأعضاء و كيف أن هذا التكامل قد سمح به الرب في كنيسته ليرقي بمستوي العمل الكنسي المتكامل دون تفرقة في أهمية الأعضاء أي أن الكل بحاجة الي البعض و لا يكون هناك ادعاء بعدم الحاجة الي دور أي عضو و لو كان حتى صغيراً جداً.
و قد أسهب الرسول بولس في شرح المواهب و تنوعها بشكل يشوق المؤمنين لإختبار هذه المواهب و رؤيتها سواء في حياتهم باستخدام الله أو في الكنيسة عامة ليروا أعمال الله فيمجدوا الآب الذي في السماء. و لكن أنهي هذا الاصحاح الشيق بعبارة تعتبر ليست في سياق ما شرحه اذ قال"ولكن جدوا للمواهب الحسنى.وايضا اريكم طريقا افضل" 1كو31:12 و بدأ الرسول بولس في تغيير دفة الحديث تماماً اذ بعد ما أفاض في شرح المواهب و تنوعها و عملها وضعها في قوسين و بدأ في المقارنة بين تلك المواهب الجميلة و بين "المحبــة" على أن هناك طريقاً أفضل ينبغي أن يوضحه لنا.
الاصحاح رقم13 هو اصحاح بليغ في الكلام عن المحبة و التعليق عن أي كلمة فيه ، أعتقد أنها لا تضيف بل ربما تضعف قوة عمق الكلمات الذهبية الشارحة للمحبة .. تخيل ان كنت أنا لي كل المواهب و "أعلم كل الأسرار" على حد قول بولس الرسول و ليس لي محبة صرت لا شيء!!
تخيل ، ان كنت تتكلم بألسنة الناس و الملائكة و ليس لك محبة صرت كقطعة حديد ترن أو تطن ..يعنى ليس لك قيمة..
غريب جداً هذا التقييم ، منذ نعومة أظافرنا نتعلم عن المحبة و أن نحب حتى كاد تعليم المحبة يملأ رؤسنا و بالطبع و نحن أطفال صغار بطبيعتنا لا نكره كثيراً أحد إلا نادراً لكن عندما كبرنا و كثرت احتكاكاتنا بالناس  و زادت مع الأيام نكتشف أن بولس له كل الحق حينما يضع المحبة في قمة منارة الايمان و يضع بعدها كل المواهب و الايمان و خلافه.
هل تعلم صديقي أن موهبة الشفاء آتية من المحبة ؟ نعم هذا حقيقي رغم أن الواهب هو روح الله الساكن فينا و يعطيها كموهبة منفصلة لمن يشاء ، الا أن الشفاء الذي تعطيه لانسان ان لم يكن آتياً من فرط حبك له لن يكون فعالاً بل قد يكون صورياً.
المسيح رب المجد كان يشفي لأنه كان يحب.. أحبنا الى المنتهي فلم يبخل علينا بحبه فدفع من قوة شفائه الي ذوي الأمراض و المحتاجون ال الشفاء.
تخيل معي ان لم يحب المسيح النفوس المريضة التي كانت تأتي اليه طالبة شفائه و أنه كان يعاملهم "بتعالي و علو" بلا محبة هل كان سيشفي ؟
انظر ما هو مكتوب:
الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم.

بجلدة يسوع نحن شفينا - و ما هي جلدة يسوع ؟ هي جميع جلداته و آلامه نفسياً و جسدياً التي احتملها من أجل نفوسنا الساقطة . و كيف أتت جلدته؟ أتت بواسطة حبه اللامحدود. و ما نتيجة جلدته تلك؟ شفينـــــــــا.
------------------------------------
كم من خدام يفتقدون جداً جداً هذه الموهبة العظمي و هي المحبة ..ربما تجدهم يعظون و يعلمون بكل حماس أو تجدهم ملتهبين في نار الخدمة صباحا و مساءً أو تجد منهم ذوي المواهب المختلفة و اظهارات الروح القدس المجيدة لكن في واقع الأمر ان افتقدوا الى المحبة صاروا لا شيء في نظر الله.
المواهب ستختفي ، العلم و التعليم سيختفي، لأن كل هذا من أجل النفوس و خدمتها لكن يقول الكتاب أن"المحبة لا تسقط ابدا" . الله كلي الحب و اعماله كلها بما فيها عمل الخلاص و الصليب هي من أجل الحب اللامحدود للبشرية الساقطة غير المستحقة و المستبجحة .
و هكذا طلب يسوع في يو17
وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم
ليس أبلغ من هذه الكلمات أن يكون فينا هذا الحب الموجود بين الآب و الابن.
هل مرة حدث أن الآب حسد الابن على شيء؟
هل مرة حدث أن الابن تفاخر و قبح في وجه الآب؟ (عذراً على هذه الأسئلة غير المحتملة أساساً لكن فقط من أجل التوضيح)
هل مرة أن الآب لم يحترم وجود الابن و صنع شيء بلا صبر أصابه باحباط و جروح؟
هل حدث مرة أن الابن لم يقبل بفرح و حب  مشيئة الآب و صنعها بتأفف و نرفزة و اعتراض؟
لم يحدث و لن يحدث لأن الحب الموجود بينهما (كأقنومين مختلفين) هو حب أزلي أبدي و طبيعته فريدة :
" ان طبيعة الحب الموجود بين الآب و الابن هي طبيعة الوحدة "
و هكذا طلب يسوع في صلاته لأجل الكنيسة أن يكون فيها نفس الحب الموجود بين الابن يسوع و الآب الموجود في السماء.
أحبائي: في هذه الأيام هام جدا جدا جدا أن يري العالم حولنا كم نحب بعضنا البعض "ان الحب الحقيقي غير المزيف و المطابق لفكر الكتاب هو ما سيميزنا عن باقي أهل العالم- و في نفس الوقت فإن العالم يحتاج جدا جدا ان يري فينا حباً جماً للناس كلها، وقتها سيعرف العالم أن الآب السمائي قد أرسل ابنه حقا ليفدي كل انسان.وقتها لن يتعب الكارزين في اقناع الناس بيسوع لأن يسوع سيصير حياة و لأن يسوع هو المخلص المحب سيكون أيضاً معاشاً فينا هذا الحب.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق