العهد الجديد (كلمة الله)

الاثنين، 30 مايو 2011

الكنيسة الخالدة

"لانه حيثما تكن الجثّة فهناك تجتمع النسور " مت28:24 هكذا قال المسيح . و بالطبع حيث لا توجد جثة .. فلا تجد للنسور أثر .
هناك موقف يجتمع عليه الجميع ينهشون فيه لأنه ببساطة "جثة" تجتذب رائحتها كل النسور الطائرة في السماء. لا تهاجم النسور الأحياء لأنها تعلم بخطورة مواجهتهم ، لكنها تتجمع حيث لا حياة.
و النسور في حياتنا قد ترمز الى المخاوف و القلاقل التي تستخدمها قوى الشر لاذابة قلوبنا في بوتقة الرعب الذي يقود في النهاية الى التسليم بعدم تدخل السماء أو تجاهل رب السماء لما يحدث مما يدخلنا في دوائر أسوأ - قد تؤدي في النهاية الى الإلحاد الداخلي.
و الجثة ترمز في حياتنا الى فجوة الإيمان و الثقة في الله و عدم التسليم الكامل بين يدي القدير .. و هكذا تجتذب تلك الفجوة النسور العالقة فتأتي و تبتديء في رحلة نهش الكيان من الداخل رويداً رويداً حتى تمام الافتراس. ذلك و لا عجب أن نتأكد أن هناك عدو يعمل على مدار الساعة وظيفته و هدفه هو البحث عن فريسة للابتلاع. مكتوب " اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو. " 1بط8:5
أحبائي ، الأحداث التي تمر على الكنيسة تظهر معدن الكثيرين من المسيحيين . فهناك من اهتز بقوة و أثرت عليه الأحداث بالسلب تماماً و في عمق تمسكه بالدفاع عن كنيسته و عن عقيدته نسي تماماً أن مقاومة الإنجيل و مقاومة الكنيسة هي من صلب الإيمان المسيحي و أنه لا عجب و لا غرابة في رفض البعض للإنجيل و الكنيسة و المسيحيين ، بل انه من الطبيعي ان يحدث هذا و سيظل يحدث الى النهاية.
كثرت الأسئلة التي تخص ما تتعرض له الكنيسة و هل هذا طبيعي؟ و تسائل البعض ألم يقل المسيح أن أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة ؟
و تذوب تلك الآية حينما تكثر مشاهد الاعتداءات على أبواب كنيسة و دخول الهمجيين إليها و تدميرها و إعلاء أصوات تندد بالمسيحية !
اذن أين تلك الآية مما يحدث؟ ان ما تراه العيون عكس تماماً ما قاله الرب .. فحينما نرى المقاطع المصورة و فيها ترى أعداء الكنيسة و هم يطئون بأقدامهم داخلها تسأل نفسك .. أين وعود الرب؟ ها هي أبواب الجحيم قويت على الكنيسة ! و ما تراه عيني و تسمعه أذني أقوى شاهد على ذلك !
لكن الأمر لا ينبغي فهمه على هذا النحو إطلاقا . فكلمة الرب هي الصادقة على الدوام و أن كل كلمة بشرية مهما كانت و علت قيمتها هي كذب .
حينما قال المسيح لبطرس أنت بطرس و على هذا الصخرة ابني كنيستي و أبواب الجحيم لن تقوي عليها ، لم يشر المسيح الى كنيسة ما بعينها مكونة أو مبنية من حوائط و جدران و أعمدة خرسانية لأنه بالفعل لم يكن هناك في وقتها وجودا للكلمة على هذا النحو . لكن كان المغزى الأساسي للكنيسة هو الإشارة الى أول بنيان لمجموع المؤمنين في أعمال الرسل و الإصحاح الثاني حيث أتى في يوم واحد ثلاث آلاف نفس للمسيح دفعة واحدة. و بداية تجمع المؤمنين للصلاة و الشركة لم يكن في كنائس بمفهوم اليوم لكن في الهيكل أو في بيوت المؤمنين.
و لم تلبث الكنيسة أن تبدأ في مرحلة البنيان حتى أتت الحرب الضارية من مضطهدي الكنيسة و بدأت أول حلقة للاستشهاد و كان بطلها استفانوس و كان استشهاده رجما بالحجارة أمام الجميع في مشهد من أصعب المشاهد.
لكن هل بتلك الحادثة قويت أبواب الجحيم على الكنيسة؟
لا لم تقوى أبواب الجحيم عليها بل على العكس زادت النعمة جدا بحادث استشهاد استفانوس و بدأ الرسل في الدخول لمرحلة جديدة من تشتت جموع المؤمنين مصحوبا بالبشارة الحية. و كانت السامرة التي كانت من أشر الأماكن هي هي نفسها أصبحت من باكورة النواحي التي عرفت الكلمة و الكرازة .
ان كانت الكنيسة وقتها هي مبني بعينه حينما حدث الاضطهاد لكانت العثرة كبيرة للمؤمنين الجدد الذين دخلوا الإيمان حديثاً و رأوا في مبني الكنيسة المضطهدة هذا ملاذاًَ آمنا لهم و ذكرى لا تُمحي من عمل سيدهم و ربهم يسوع المسيح. و لربما تسائلوا نفس السؤال الذي يسأله البعض الآن و هو هل قويت أبواب الجحيم على كنيسة المسيح؟ لكن و لأن المسيح لم يأتى ليؤسس شيئاً مادياً على الإطلاق و لم يرغب في تعلق أولاده بأي من الماديات المتنوعة الموجود على الأرض نظراً لأنه يعرف حقيقتها تماماً و هي حقيقة كل شيء مادي كوني معرض للإتلاف في اي لحظة و معرض للهجوم أو الحروب أو الغزوات أو الإتلاف الطبيعي من قبل الثورات الكونية من زلازل و براكين و خلافه .
لذلك فملكوت الله هو ملكوته أولاً في القلوب و كنيسة الله هي أولاً مجموع المؤمنين في حضوره و في الشركة الحقيقية معه و مع باقي الأعضاء . و تلك الكنيسة هي التي لا تنطبق عليها قوانين الطبيعة و لا تتأثر بعوامل التاريخ و الجغرافيا ، لأنها الكنيسة الغير مرئية .. كنيسة الله التي تنتقل من مكان لمكان و من زمان لزمان و لا تتأثر بل تتزايد في اتساعها يمينا و يساراً و تتصف بأنها كنيسة ولود مثمرة كما تنبأ عنها اشعيا قديماً.
تلك الكنيسة لا تعرف أن تضطهدها و لا تعرف أن تهدم أسسها لأنها ببساطة هي كنيسة الله الكائنة في قلوب أبنائه ، هي كنيسته عروسه التي لا يسمح بأن تمس أو تظلم من أحد .. هي الكنيسة التي تبني و تبني على مر الأزمان و العصور دون استئذان بشر أو لوعة الانتظار في الحصول على تصريح ببنائها.
هي الكنيسة التي قال عنه المسيح صراحة أن :
أبواب الجحيم لم و لا و لن تقوى عليها أبدا
تلك الكنيسة ليست عرضة للهدم و لا عرضة للهجوم و لا يمكن أساسا ان تمنعها من النمو بل على العكس فأنت تراها تنمو في نفس الوقت الذي يعتقد الآخرون بأنها تموت! تلك الكنيسة تثمر بقدر ما تضطهد و ترى أولادها يزدادون في نموهم حتى في أوقات عصيبة تمر بها.
تلك الكنيسة لها رأس واحد هو عريسها و ملكها هو المسيح له المجد .
أما الآخرون فالمؤسسة الدينية قائمة لديهم على البنيان المادي و الكيان العلماني الذي يتأثر بنفس عدد درجات مقياس ريختر حينما تنتابه زلزلة أرضية و قد يسقط و تسقط معه قيمة أو عقيدة مرتبطة بمكان له مكانة أو منزلة عند مرتاديه.
هؤلاء يبنون مؤسسات دينية في ملكوت أرضي كما يشاءون و لهم الحرية التامة و الطريق ممهد أمامهم لبناء الكثير من المؤسسات و تخضع لهم القوانين و الأعراف التي تصون الحق الكامل في البناء و التشييد و التفاخر بإحصاء العدد الكمي الذي يزيد الأمر بهاء و جمال.
لكن و يا للحسرة فهي للأسف تنتمي للملكوت الأرضي الذي إن حالفه الحظ و بقي لأيام عديدة سوف تأتي لحظة سوف يصير ركام لا قيمة له.
اذن أحبائي ليتنا نفرق في الأمرين لنكون فاهمين على نحو صحيح أن الكنيسة الحقيقية الكائنة في قلوبنا هي كنيسة الله عروسه الحقيقية التي بذل نفسه لأجلها ، اما أماكن الصلاة و العبادة التي نجتمع فيها على مختلف الطوائف أو التوجهات هي كنائس للصلاة و العبادة لها قيمة و لكن تلك القيمة لا تقارن بقيمة الكنيسة الحقيقية الكائنة في قلوبنا بالإيمان .
هناك سيناريو واحد تخبرنا به كلمة الله عن نهاية الحياة على الأرض يتلخص في أمرين :
الأول : "تحترق الأرض والمصنوعات التي فيها" 2بط10:3
الثاني : "لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء.وهكذا نكون كل حين مع الرب " 1 تس16:4
الشاهد الأول يخبرنا عن نهاية كل شيء له سمة المادة أو سمة الوجود المؤقت و مصيره هو الاحتراق أو الانحلال بما على كل الكوكب الذي نعيش فيه من بنايات و مصنوعات و خلافه .. أنما الشاهد الثاني يخبرنا عن أرواحنا التي اتحدت بالمسيح على الأرض و ماتت أجسادهم أو لازالوا على قيد الحياة وقت مجيء الرب ، و كلاهما سيلقي الرب و يكون معه كل حين.
تلك هي الكنيسة التي تعيش في الروح و هي أيضا العروس التي بذل المسيح نفسه لأجلها .. أما عن الكنائس التي نعبده بها فهي أماكن تجمعنا كأولاد الله يحضر في وسط شعبه حينما يطلبونه بكل قلوبهم .. لكنها في الحقيقة مباني مادية من طوب و رمل و حديد و بعض الديكورات و هي في حقيقتها عرضة لأي انتهاكات من جهة عدو الخير لأنها ببساطة في العالم الذي يقول عنه الكتاب "قد وضع في الشرير " 1يو19:5 و بذلك فهو عرضة لقوانين الشرير الذي تحكمه قوانين و آراء و أحكام كلها منه و به و له.
(كلمة شخصية ..)
يا أحبائي ان ما نتعرض له أو تتعرض له الكنيسة من آن لآخر من اضطهادات و مضايقات مهما بلغت هي تعتبر عابرة و بسيطة و لا ينبغي أن ترهق طاقات الإيمان لدي المؤمنين .. و من يريد أن يعرف حقاً من كانوا يضطهدون بشكل و بدرجة من القسوة .. قد لا تحتمل قراءتها يبحث عن الشيوعية و حربها ضد المسيحية قبل انهيار السوفيت .. و أننى أحب أن أشاركك عزيزي القاريء بحقيقة لا تزال عالقة بذهني كي نشكر الله كثيرا على ما نحن فيه – حتى و ان بدا مظلما بعض الشيء – أتذكر جيداً من كتاب العذاب الأحمر و غيره من الكتب في هذا الصدد جملاً لا تنسي .. اذ كانت الكنيسة و هي مجموع المؤمنين سواء من دخل المسيحية قديماً أو حديثاً في الإيمان .. كانوا يجتمعون للصلاة في خنادق تحت الأرض بعيداً عن العيون .. و كانوا اذ يمنع تماماً تداول نسخة الإنجيل التي بين أيدينا الآن بكثرة .. يمنع أن يحمل أحداً أي انجيل في جيبه أو يسير به أساساً و الا واجه عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد!
فكانوا يقطعون الإنجيل الى صفحات و الصفحات الى مقاطع و يوزعون كل مقطع على كل مجموعة في سرية تامة و كانوا يجتمعون حول المقطع الذي لديهم ليقرءوه بشغف غير عادي و يتلذذون بسماع كلماته على فم أحد الحاضرين ! و يا للتعزية الغير عادية لو حدث و أن توفر نصف كتاب مقدس لدي أحدهم ...
هؤلاء كانوا يجتمعون في ليل حالك ليصلوا و يرنموا بصوت خافت غير مسموع و أحياناً يجلسون في مقاعدهم حول تورتة عيد ميلاد مثلاً و هم يصلون في همس خافت ! حتى اذا داهمتهم الشرطة فجأة سوف يجدونهم في احتفال عيد ميلاد ( كنوع من التمويه ) ، أما اذا حدث و وجدت الشرطة كتاباً مقدساً مع أحد الناس فمصيره سيكون مجهولاً فيما بعد ، و سيجد كافة أنواع العذابات الأليمة التي تصل الى قمة السفالة و الدناءة البشرية – عفواً فأنا لا أستطيع سرد تلك الحقائق البشعة لكنى أدعوك عزيزي القاريء لكي تبحث بنفسك و تقرأها لا بغرض المعرفة فحسب لكن بغرض أن تعرف حقيقة الاضطهاد الذي رأته أمم و شعوب كثيرة حرمت تداول اسم المسيح و كتابه في كل ربوعها مع التهديد القائم بالقتل و السجن و ألوان من العذابات المشينة!
حتي أن الطفل الذي كان يذكر اسم الله أو المسيح على لسانه في المدرسة كان يستدعي ولي امره و يهدد بفصل ابنه تعسفياً في حال تكرار الأمر ثانية !
و لا أنسي عن المدرسة الحمقاء التي ألزمت الفصل كله بكتابة عبارة تقول " لا يوجد اله" لكن تحدي إرادتها طفلة صغيرة و كتبت " نعم يوجد اله هو الله" و أنبتها المدرسة و صفعتها على وجهها نظير هذا التحدي لكنها لم تلبث أن وجدت جزائها فوراً اذ دخلت في هستريا أدت بها الى ترك العمل!
و لا أنسي أيضاً أحد المدرسات التي كانت تعلم فصلها بعدم وجود شخص اسمه الله و الدليل أنها تجعلهم يغمضون أعينهم و يطلبون من الله بسكويتاً و يفتحون أعينهم فلا يجدونه ! لكنها تسرع و تقدم لهم البسكويت نيابة عن الحكومة التي تحب و تقدم للشعب كل ما يطلب مرهوناً بإنكار وجود الله. و قصص كثيرة و مواقف عدة كلها في مجموعها اضطهاداً نارياً لأبناء الله ، لا تجد معه طريقة مناسبة لوصفه على هذا النحو!
- نحن نشكو من قلة وظائف المسيحيين .. أما هؤلاء كانوا يحرم عليهم تماما قبولهم في نوع من أنواع العمل العام أو الخاص !
- نحن نشكو من سماع كلمات التجريح أو الإهانة لكوننا مسيحيين .. أما هؤلاء فكانوا يجمعوهم في زنازين و معتقلات لا تعرف الرحمة و كانوا يجبروهم على التبول ( عفواً و عذراً على ذكر هذا ) على كلمة المسيح أو صليبه!
- نحن نشكو من قلة عدد الكنائس ، أما هؤلاء فأقصي أمنية لديهم كانت في أن يجتمعوا لمدة نصف ساعة ليصلوا دون أن يقبض على أحدهم!
- نحن نشكو من عدم الاعتراف بالبرامج أو الصلوات لتذاع على الميديا الحكومية! أما هؤلاء فكانوا يبحثون عن نصف ورقة من الانجيل ليقرأوها و يفرحوا بها جداً و كانت الورقة تبلي من كثرة الاستخدام! أما نحن فنقرأ الانجيل في أشيك و أرقي طبعة مذهبة أحيانا أو على الانترنت و في تكييف بارد لئلا تسخن أجسادنا! أو نسمعه في أي مكان باستخدام الآي فون أو الآي بود أو اللاب توب ! لئلا ترهق أعيننا من كثرة قراءته في كتاب بحروف .
- نحن نستطيع أن نجتمع في كل البيوت و في كل الأحيان لنصلي و نرنم و لن يتعرض لنا أحد ! و على مدار سنين عمرى صلينا كثيرا جدا في بيوت دون حتى اشارة من جهة ما أو تلويح بشيء!
- أنا شخصياً أقطن بجانب مكان للعبادة المسيحية و تسمع صوت الترانيم بأعلي درجة في وجود جيرة غير مسيحية ، و لا تجد منهم أى نوع من الشكوى أو الضيق ! بل بابتسامة يقابلونك و يرحبون بك !
و لا أنسي في أحد النهضات عام 1986 وجه الشباب الجميل المؤمن بإلهه دعوة لأجهزة الأمن لحضور النهضة و استلموها بكل بساطة شاكرين لأجلها و أتوا يحرسون المكان و يؤدون دورهم رغم سخونة الاجتماعات التي كانت تنادي باسم الفادي المسيح بأعلى صوت!
- لا أنسي أوقات حضوري مؤتمرات الصوم و الصلاة من وقت قريب في صحراء العجمي و تعدى الحضور العشرة آلاف شخص ، و لا أنسي منظر ضباط الشرطة و الحماية المدنية واقفين على أرجلهم لساعات لحماية المصلين بابتسامة لا تفارقهم و هم يتناولون الوجبات مع الحاضرين أو الخدام.
- نحن نستطيع أن نتجول بالكلمة و نكرز بالإنجيل بوسائل عديدة سواء تقليدية أو الكترونية و نحن نشكو أيضاً !!
- يباع الإنجيل في مراكز و جمعيات الكتاب المقدس في مختلف الأنحاء و نرى برامج مسيحية طوال اليوم على القمر الصناعي الوطني و هذا يعتبر أمراً في الماضي من أهوال أحلام اليقظة .. نعم أليس كذلك؟
- تخرج القوافل الكرازية في كل مكان و لا تجد من يعيقها أو يضايقها و كذلك لا نجد حرجاً في أن يكتب بعض المسيحيين في الجرائد العامة أحياناً و هذا أيضا شيء جميل..
- الغالبية العظمى من غير المسيحيين تحبذ و تحب الحياة المشتركة مع المسيحيين – عدا – البعض الذين قد لا يطيقون هذا ، و هذا ما اعتبره طبيعي و تدرج طبيعي لتاريخ طويل! لا داعي للخوض في تفاصيله.
... أحبائي أنا لا أنكر أن الكنيسة من آن لآخر تتعرض للضيق و قد يتعرض أبنائها للمضايقات أو المشكلات أو أحياناً للقتل من جانب المتشددين ،و لا أنكر أن هناك تجاوزات عديدة حدثت في العهد الماضي و لا أنكر تراكم الحوادث التي تعددت ضد أبناء الكنيسة في حوادث كثيرة و راح ضحيتها كثيرين أيضا.و لا أنكر لوعة و اعتصار قلوبنا جميعاً حينما نسمع باعتداء على كنيسة أو على أفراد مسيحيين ..
لكني أريد أيضاً أن نعي أن إلهنا لم يعدنا بحياة خالية من الضيق في هذا العالم بل قالها صراحة "حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي." مت9:24 و لهذا فعلينا أيضا ألا نكل أو نخور في الطريق بسبب ما نرى أو ما نسمع .. فهناك من عاش و شاهد و عاين ما هو أثقل بكثير جدا و بما لا يقاس مما نحن عليه اليوم أو الأمس.
لا نخاف و لا نرتعب و لا نتثقل بالهموم..
فمسيحيتنا باقية خالدة بأرواح المؤمنين لا بأجسادهم ، و كذلك فالكنيسة باقية خالدة بأرواح أبنائها لا ببناياتها و أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.. حتى مجيء العريس الذي معه نتذكر جيدا انه :
"سيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الأمور الأولى قد مضت " رؤ4:21