العهد الجديد (كلمة الله)

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

قبل الخطوبة ..حاول فهم الأمر.

هل تقدمت لخطبة أحد؟
أو هل أنت أو أنتِ في فترة الخطوبة فعلاً؟
أو ربما على وشك الأمر ..
اذن حاول أن تفهم شيئاً ربما يكون مفيداً عن هذا الوقت -اسمحوا لي بمشاركتكم عنه.
في أغلب الأحوال يتقدم الشخص بعد أن يختار شريكة حياته الي اسرتها طالباً يدها و شارحاً ظروفه الاقتصادية ساعياً نحو اتفاق يرضي الطرفين، و ربما يأخذ بعض الهدايا تعبيراً عن حبه و اتقديره للعروس و أهلها. ثم يعقدان (عادة) خطوبة تتراوح مدتها حسب الاتفاق و حسب ملائمة ظروف اعداد عش الزوجية.
و يقضيان العروسان فترة الخطوبة انتظاراً لليوم الجميل الذي يحلمان به و هو يوم الزفاف.
و مادمنا نتحدث عن وقت انتظار حدث هام في حياتنا ، فلابد أن يكون الانتظار دائماً انتظاراً فعالاً فاعلاً و لا يكون مضيعة للوقت أو بلا هدف.
أهم شيء أحب أن أقوله عن هذه الفترة أنه على العروسان أن يهيئا نفسيهما في هذه الفترة ليس للزواج كحدث (مجرد ذلك اليوم الجميل) لكن يهيئا نفسيهما للزواج كحياة.
هذه التهيئة لابد و أنها صعبة ان سارت على نحو صحيح - غير أن أغلب الناس عادة يقضيان فترة الخطوبة على أنها فترة الحب و الرومانسية و لا يكون أمامهما الا أمرين: (الحب و المشاعر) و (اعداد عش الزوجية). ثم يفاجئا بأن يوم الزفاف قد اقترب و بدأت التجهيزات الأخيرة و جاء اليوم الموعود و مرت الأيام بعده ثم تحدث مفاجأة غير سارة ، من أنت؟ تسأل الزوجة ، و من أنتِ يسأل الزوج؟ و تتوالي المفاجئات الآتية من اكتشاف الشخصيات لبعضها البعض و ربما تبتديء معها المشاحنات و التجريحات ..الخ
الا أن فترة الخطوبة هي الفترة التي لابد أن نعرف بعضنا البعض فيها بشكل صحيح و صريح - و يتطلب هذا وجود الأمانة الشخصية.
يقول الكتاب : "اخطبك لنفسي بالامانة فتعرفين الرب. هو20:2
رغم أن هذا الشاهد لا يتحدث عن مفهوم فترة الخطوبة الا انه وضع الخطوبة كمفهوم لبداية عهد الزواج مقترناً بالأمانة و مؤدياً في النهاية الى معرفة الرب.
الأمانة مطلوبة 100% من الطرفين في هذه الفترة - أكون أميناً في كل شيء ..في انفعالاتي..في ردود أفعالي..في عيوبي..في كلماتي ..في نظرتي للأمور العادية و المستقبلية ..في ملبسي فلا أخفي نيتي في لبس موضة معينة قد لا تتفق مع شريكي و ربما تكون مثار خلاف يوم ما ..في حقيقة ايماني فلا أتظاهر بشيء غير الواقع لأن واقعي سوف ينكشف يوم ما أمام الآخر..في كل شيء أكون أميناً في كشفه. لا أتقمص شخصية معينة لأتوافق بها ظاهرياً مع شريكي رغبة مني في عبور هذه الفترة بسلام دون اختلاف أو خلاف.
أقول لك لا .. اننى أشجعك جداً أن تمر هذه الفترة باختلاف و خلاف و لا خطورة أن يكون هناك سقوطاً سريعاً للأقنعة في هذه الفترة -أفضل جداً من سقوطها في وقت الزواج لأن وقتها أي انكشاف لحقيقة باتت مخبأة وقت الخطوبة سوف يعتبره شريكك خداعاً من طرفك و لن يغفره لك .
نعم مادام هناك حباً أصيلاً بين الشريكين و قرارنا بالارتباط قد تأكد لكلينا من الرب فلماذا لا نتعاهد على أن نكون لبعضنا البعض رغم اختلافاتنا و خلافاتنا - لنمتحن أنفسنا - فأنت بطبعك حاد الطبع لماذا تخفي هذه الصفة وقت الخطوبة ؟و تحاول أن تتحلي بالصبر و الهدوء فاعلاً عكس ما هو بشخصيتك ..متناسياً أن الزواج هو الكشاف الحقيقي المُظهر لكل العيوب.
أو ربما أنتِ محبة بافراط لمظهرك و ماكياجك بشكل أنت تعلمين أنه غير مقبول فلماذا تحاولي اخفاء هذا الأمر و تظهرين بمظهر الورع و الاعتدال؟ يوم ما ستعودي لطبعك هذا و سيكون مثار مشكلة لا حصر لها.
لماذا تبدو كريماً في فترة الخطوبة رغم أنك دائماً بخيل و غير عطَاء ..هل ترغب في أن تكسب الجولة و تكسب الرضي؟؟ يوما ما سينكشف أمرك و ستفقد الكثير من الاحترام و ربما تصير مكروهاً.
لذلك فإن الأمانة مطلوبة جداً لاظهار الحقيقة دون تزيين..
عزيزي أنا هكذا بهذا العيب - هل تقبلينني و نصلي معاً لأتغير فيه؟
عزيزتي أنا هكذا أجد نفسي أتصرف بهذا الشكل - و هذا بالتأكيد لا يليق لكن هل تقبلين أن تعيشي معي هكذا مشاركة اياي الصلاة و المثابرة الى أن أتغير؟
ملحوظة هامة:
ان العروسان في فترة الخطوبة يضعان أسساً للتعامل المستقبلي بينهما لأن الحياة الزوجية هي تطبيقاً و ليس اتفاقاً
يفشل الناس في زواجهم (و لا سيما المؤمنين اللذين انقادوا بروح الله في الاختيار) بسبب أنهم لم يضعوا أسساً لحياتهم وقت خطوبتهم.
لا يكون الخطأ في الاختيار لكن في تطبيق باقي متطلبات الزواج.
فلماذا يهتم العروسان جدا جدا باختيار لون ملائة السرير و مدى ملائمة اللون للون الأثاث و لا يهتمان بتوفيق و تقليم شخصيتهما للزواج؟!
أحبائي يقولون أن الزواج عهد ..و انا أحب أن أضيف أنه عهد و عقد يبتديء كتابة بنوده في فترة الخطوبة.
لكن ماذا نفعل؟ هل نجلس جلسات طويلة نسرد عيوبنا لبعضنا البعض بشكل جاف و رسمي..
لا . لكن نطلب من الرب في صلاتنا اليومية في هذه الفترة أن يكشف شخصياتنا امام بعضنا البعض لأنه هو يريد أن تتأقلم شخصياتنا بفعل روحه القدوس ليهيئنا للزواج ..و للمهام التي تنتظرنا بعد ذلك من خدمة مشتركة و من خدمة تربية الأطفال ..ألخ
و لا مانع بالطبع من أن نكون رومانسيين الى حد ما و لكن ليس تماماً . لا مانع أن نقول كلمات الحب و الاعجاب و رومانسية ..فلماذا لا نتمتع بالكلمات الجميلة. لكن لا ننسي أن لا نعطي الأمان لنفوسنا و ننخدع بالمشاعر التي تفور جدا في هذا الوقت لتخبيء وراءها كل العيوب و بالطبع نحن - كبشر- نحب الطريق الأسهل فنختصر الأمور و تحدث المشاكل بعد ذلك.
أحبائي. ما تفعله في فترة الخطوبة هو مرآة شخصيتك للآخر فحاول أن تكون أميناً جدا في ذلك و لا تتقمص شيئاً غير صحيح.
غير أن العيوب التي تكلمنا عنها في شخصية كل طرف ينبغي تصنيفها الي عدة أصناف:
-هناك عيوب لا ينبغي الدخول بها الى الزواج.
-هناك أمور يمكن السير في تعديلها بدءاً من الخطوبة و تكمل فيما بعد.
- هناك أمور تتم معالجتها بالتعاون المشترك بين الطرفين و الصلاة المستمرة.
- هناك أمور خطيرة لا يمكن اتخاذ قرار بالزواج في وجودها - و ينبغي اشراك أحد الأمناء فيها - قبل الاقدام على الزواج.
و تتحدد هذه كلها بناء على شخصية كل طرف و مدي تقبله لها و مدى تفهمه للآخر. و مدى نضوجه.
* يجب أن نتبع توقيت الرب في زواجنا. فلماذا يحدد النجار ميعاد تسليمه الأثاث و نخضع لتوقيته و لا ننتظر توقيت الرب في أمر زواجنا؟
ان وجدت أو وجدتِ اشارة حمراء فانتظر قليلاً قبل الاقدام ، من السهل جداً أن نتزوج لكن من الصعب جدا جداً أن نظل متزوجين (داخلياً) في الحياة التي لا يراها الناس بل نحن فقط.
*هناك أموراً لا يجب مناقشتها باستفاضة وقت الخطوبة و هي الأمور الجنسية - فلا داعي في الخوض فيها حفاظاً على هدوء الغريزة و عدم اثارة الفكر - بل يجب على كل طرف على حدة أن يقرأ كتباً روحية علمية عن الجنس و يلتجيء الى شخص أمين ليسأله عن تفاصيل ربما لا يعرفها.
مكتوب "قد هلك شعبي من عدم المعرفة "هو6:4
هام جدا أن يقرأ الطرفان عن الجنس و يهيئا أنفسهما له بشكل روحي و علمي سليم و بمشاركة أشخاص مشهود لهم بالأمانة -ان وجد- في الاعداد النفسي و الذهنى لهذا الأمر.لأن الجهل به يؤدي الى عواقب وخيمة جدا.
*لا مانع أن أبدي ملاحظات خارجية على طريقة أكلك و طريقة ملبسك ان لم تعجبني و أتكلم معك عن عادات في شخصيتك لا توافقني .. و عليك أن تقبل كلامي بروح رياضية ..فأنت تقول أنك تحبني فلماذا تنفر من ملاحظاتي.؟
*لابد أن أعلن لك باستمرار أني أحبك جداً و أغلف كل كلامي بروح النعمة و المحبة حتى و ان جرحك - بدون قصد- يضمد حبي هذا الجرح بسرعة.و هذا منهج الرب نفسه معنا أنه
"لانه هو يجرح ويعصب "أي18:5 .
*لا يجب أن ننفرد وقت الخطوبة دائماً بأنفسنا لابد أن يكون هناك وقت نشترك فيه مع أحبائنا و مجتمعنا و كنيستنا لنكون على سجيتنا و هذا الأمر سيساعد كثيراً في خدمة قضية الخطوبة و الهدف منها. فأنت في وسط المجتمع أمر لابد أن أراه و أعاينه بنفسي.
*لا يجب أن نقضي كل فترة الخطوبة وسط الناس بدعوة قضاء أوقات مسلية لابد أن ننفرد بأنفسنا كثيراً بعيداً عن ضوضاء كلام الناس حتى ندبر أمورنا معاً.
*جميل جداً أن نصلي سوياً فقانون فعالية و قوة صلاة الاثنين ينطبق و بقوة على اثنين يهيئان حياتهما للزواج و يصليان له .
*لا تنسي عيد ميلادي فمن حقي أن أسمع تهنئتك . و أنا أيضا لن أنسي أن أعيد عليك في كل الأعياد.
* لا تبالغ في اهدائي هدايا كثيرة في هذا الوقت ،لربما يأتي وقت أنتظر فيه وردة صغيرة و لا أجدها..
*ان أردت أن تقبلني بشدة و تثير جسدي فرجاء أن تؤجل هذا لوقت الزواج فأنت تحبني كثيراً و لا ترضي أن أدخل في دائرة ليست في وقتها تتعبني و تشعرني بذنب لا مبرر له.
*كن أميناً عليَ و أحسسني بأن مشوار الخطوبة المرهق هذا و المليئ بالمشدات الكلامية - سوف يتوج بمشيئة الرب بزواج جميل سوف نرتاح جزئياً فيه و نتمتع بالرومانسية و الحب الالهي -و أعدني بأنك لن تتخلي عني يوما ما.
* ان توقف الشخصان عند أمر ما في فترة الخطوبة و لم يستطيعا عبوره و أحسا بأن زوجهما في وجوده يعد مجازفة غير محسوبة ، يكون من النضوج أن نراجع الأمر جيداً في حضور الرب و بمشاركة أمينة من أحد الناس و ان اضطررنا ألا نستمر -سيكون أفضل من الاستمرار غير المحسوب.
*لا تنفرد برأيك في اختيار الموبيليا و الأثاث و ألوان الطلاء فشريكك له الحق في اختيارها أيضاً.. و لا تكن سلبياً في اختيار هذه الأمور لأنها ستكون فيما بعد هامة لكما معاً.
**قدموا للرب كل شيء و قدموا ارادته في كل شيء..تكسبان معه كل شيء و تستمتعان بحياة تعجز الأمواج في بحرها أن تزحزح صخر بيتكما.





الثلاثاء، 5 أبريل 2011


في ظروف سوداء أو ليل حالك السواد.
.في كيان مررته السهام أو رمته بمهارة الأقواس 
...في نظرات بائسة أو كلمات يائسة ..
في توقع يخيم الظلام على مرماه أو يهيم الاكتئاب على ذكراه...
في مراع جفت و بذور ماتت أو أخضر صار في يبوس ..
في أحلك من هذا و تلك ...
في ضياع الهدف و ضياع الرغبة في الوصول لهدفِ...
تذوب النصائح في مياه الظلمات و لا يعود للكلام الحكيم فوائد بل و تصير المياه في مرارتها كعلقم منبثق من فؤاد الصخور...
هل اذن للحياة  معني؟
أو هل بقي هناك معني؟ أم كان ثم زال المعني؟
الكل يتغير و الكل يتأثر و الكل في طريقه زائلاً أو سيزول...
يبقي سر الوجود شامخاً يبقي اله الكون على عتبة القلب واقفاً بلا حدود في الحب اياك داعياً ..
في غدٍ مشرق عفي قوي مليء شوق يقف يدعوك ....
يعدك بستره و حمايتك من كل من توعدوا ان يأذوك.....
لا لا تخف فأنت ابني مهما كان و مهما يكن و مهما سيكون الكل في يدي و أنت على كفي نقشت و لن يمحي اسمك يا محبوب.

السبت، 2 أبريل 2011

أعظم المواهب



-هل لديك موهبة الشفاء؟ لا ليس لدي..
-هل لديك موهبة اخراج الشياطين؟ لا للأسف..
- هل لديك اذن مواهب الوعظ و التعليم؟! لا أيضاً و لا هذه.
- و لا موهبة لديك؟؟؟
هل لديك موهبة المحبة؟
نعم لدي موهبة المحبة. اذن أنت لديك أعظم موهبة بحكم كلمة الله.
هل تتذكر الشاهد الآتي:اما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة (1كو13:13)
في الحقيقة ان هذه الكلمات وردت في الاصحاح التالي مباشرة للاصحاح الثاني عشر من نفس السفر و الذي تكلم فيه القديس بولس عن المواهب الروحية ،استفاض في عرض و شرح المواهب الروحية التي تحتاجها الكنيسة و أشار الى تكامل الجسد الواحد في تكامل أعضاءه و تكامل وظائف هذه الأعضاء و كيف أن هذا التكامل قد سمح به الرب في كنيسته ليرقي بمستوي العمل الكنسي المتكامل دون تفرقة في أهمية الأعضاء أي أن الكل بحاجة الي البعض و لا يكون هناك ادعاء بعدم الحاجة الي دور أي عضو و لو كان حتى صغيراً جداً.
و قد أسهب الرسول بولس في شرح المواهب و تنوعها بشكل يشوق المؤمنين لإختبار هذه المواهب و رؤيتها سواء في حياتهم باستخدام الله أو في الكنيسة عامة ليروا أعمال الله فيمجدوا الآب الذي في السماء. و لكن أنهي هذا الاصحاح الشيق بعبارة تعتبر ليست في سياق ما شرحه اذ قال"ولكن جدوا للمواهب الحسنى.وايضا اريكم طريقا افضل" 1كو31:12 و بدأ الرسول بولس في تغيير دفة الحديث تماماً اذ بعد ما أفاض في شرح المواهب و تنوعها و عملها وضعها في قوسين و بدأ في المقارنة بين تلك المواهب الجميلة و بين "المحبــة" على أن هناك طريقاً أفضل ينبغي أن يوضحه لنا.
الاصحاح رقم13 هو اصحاح بليغ في الكلام عن المحبة و التعليق عن أي كلمة فيه ، أعتقد أنها لا تضيف بل ربما تضعف قوة عمق الكلمات الذهبية الشارحة للمحبة .. تخيل ان كنت أنا لي كل المواهب و "أعلم كل الأسرار" على حد قول بولس الرسول و ليس لي محبة صرت لا شيء!!
تخيل ، ان كنت تتكلم بألسنة الناس و الملائكة و ليس لك محبة صرت كقطعة حديد ترن أو تطن ..يعنى ليس لك قيمة..
غريب جداً هذا التقييم ، منذ نعومة أظافرنا نتعلم عن المحبة و أن نحب حتى كاد تعليم المحبة يملأ رؤسنا و بالطبع و نحن أطفال صغار بطبيعتنا لا نكره كثيراً أحد إلا نادراً لكن عندما كبرنا و كثرت احتكاكاتنا بالناس  و زادت مع الأيام نكتشف أن بولس له كل الحق حينما يضع المحبة في قمة منارة الايمان و يضع بعدها كل المواهب و الايمان و خلافه.
هل تعلم صديقي أن موهبة الشفاء آتية من المحبة ؟ نعم هذا حقيقي رغم أن الواهب هو روح الله الساكن فينا و يعطيها كموهبة منفصلة لمن يشاء ، الا أن الشفاء الذي تعطيه لانسان ان لم يكن آتياً من فرط حبك له لن يكون فعالاً بل قد يكون صورياً.
المسيح رب المجد كان يشفي لأنه كان يحب.. أحبنا الى المنتهي فلم يبخل علينا بحبه فدفع من قوة شفائه الي ذوي الأمراض و المحتاجون ال الشفاء.
تخيل معي ان لم يحب المسيح النفوس المريضة التي كانت تأتي اليه طالبة شفائه و أنه كان يعاملهم "بتعالي و علو" بلا محبة هل كان سيشفي ؟
انظر ما هو مكتوب:
الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر.الذي بجلدته شفيتم.

بجلدة يسوع نحن شفينا - و ما هي جلدة يسوع ؟ هي جميع جلداته و آلامه نفسياً و جسدياً التي احتملها من أجل نفوسنا الساقطة . و كيف أتت جلدته؟ أتت بواسطة حبه اللامحدود. و ما نتيجة جلدته تلك؟ شفينـــــــــا.
------------------------------------
كم من خدام يفتقدون جداً جداً هذه الموهبة العظمي و هي المحبة ..ربما تجدهم يعظون و يعلمون بكل حماس أو تجدهم ملتهبين في نار الخدمة صباحا و مساءً أو تجد منهم ذوي المواهب المختلفة و اظهارات الروح القدس المجيدة لكن في واقع الأمر ان افتقدوا الى المحبة صاروا لا شيء في نظر الله.
المواهب ستختفي ، العلم و التعليم سيختفي، لأن كل هذا من أجل النفوس و خدمتها لكن يقول الكتاب أن"المحبة لا تسقط ابدا" . الله كلي الحب و اعماله كلها بما فيها عمل الخلاص و الصليب هي من أجل الحب اللامحدود للبشرية الساقطة غير المستحقة و المستبجحة .
و هكذا طلب يسوع في يو17
وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي احببتني به واكون انا فيهم
ليس أبلغ من هذه الكلمات أن يكون فينا هذا الحب الموجود بين الآب و الابن.
هل مرة حدث أن الآب حسد الابن على شيء؟
هل مرة حدث أن الابن تفاخر و قبح في وجه الآب؟ (عذراً على هذه الأسئلة غير المحتملة أساساً لكن فقط من أجل التوضيح)
هل مرة أن الآب لم يحترم وجود الابن و صنع شيء بلا صبر أصابه باحباط و جروح؟
هل حدث مرة أن الابن لم يقبل بفرح و حب  مشيئة الآب و صنعها بتأفف و نرفزة و اعتراض؟
لم يحدث و لن يحدث لأن الحب الموجود بينهما (كأقنومين مختلفين) هو حب أزلي أبدي و طبيعته فريدة :
" ان طبيعة الحب الموجود بين الآب و الابن هي طبيعة الوحدة "
و هكذا طلب يسوع في صلاته لأجل الكنيسة أن يكون فيها نفس الحب الموجود بين الابن يسوع و الآب الموجود في السماء.
أحبائي: في هذه الأيام هام جدا جدا جدا أن يري العالم حولنا كم نحب بعضنا البعض "ان الحب الحقيقي غير المزيف و المطابق لفكر الكتاب هو ما سيميزنا عن باقي أهل العالم- و في نفس الوقت فإن العالم يحتاج جدا جدا ان يري فينا حباً جماً للناس كلها، وقتها سيعرف العالم أن الآب السمائي قد أرسل ابنه حقا ليفدي كل انسان.وقتها لن يتعب الكارزين في اقناع الناس بيسوع لأن يسوع سيصير حياة و لأن يسوع هو المخلص المحب سيكون أيضاً معاشاً فينا هذا الحب.







الحكمة رداء أم ثمر ؟

يحتاج الناس الى شخص يُدعى "حكيماً" يكون قريباً منهم يسألونه و يشاركونه الرأي و يطلبون منه و لو كلمة قد تنقذ أو تغير أمراً هاماً في حياتهم.
و غالباً يأتي طلب هذا الشخص "الحكيم" حينما تضيق الآفاق و يزداد الضيق فلا يكون باقٍِِ الا طلب الحكمة من أي حكيم.
و لأن الحكمة لا تباع في الأسواق و لا تشتري انما هي عطية من عطايا الله فلابد أن نعي تماماً أن الحكمة الحقيقية هي من السماء من فوق .
فبينما يتجه الناس لشراء مستلزماتهم بالنقود و لو كانت في أقاصي الأرض يرسلون من يشترونها لهم فكل شيء يمكن شرائه من السوق..عقارات و سيارات و اراضي و خلافه يمكن شراؤها بالنقود
الا أن احتياج الانسان العميق الى شخص يقف بجانبه و يرشده الى طريق سليم دون مقابل لا يمكن تسديده الا من خلال شخص أمين حكيم تتميز حكمته بأنها من السماء أي من عند الله..
غير أن هناك الكثيرين لهم صورة الحكمة و تجد كلامهم مزينا بها و أفكارهم تبدو هكذا و قد تعجب جدا بآرائهم و لا سيما لو وجدت أنهم يسايرون ما في لُبك و يوافقون عليه فتجد نفسك تنجذب لهم واصفا اياهم بحكماء و لا تلبث أن ترى أن نهاية الأمر لم تكن كما توقعت بل رأيت أنها الحكمة الخادعة و لم تكن الحكمة التي تشتاق اليها نفسك
لذلك يقول الكتاب عن هذا النوع من الحكمة انها
" ليست هذه الحكمة نازلة من فوق بل هي ارضية نفسانية شيطانية " يع16:3
لاحظ عزيزي القاريء : أرضية - نفسانية - شيطانية
لها أساليب العالم و تأتي من النفس كمصدر و ليس من الروح و لا شك أن الشيطان يضع بصماته عليها.
و لأن التمييز بين الحكمة السمائية الآتية من الله و بين هذه الحكمة الغاشة غالبا ما يكون صعباً لأن الانسان ينجذب بسهولة الى أي شخص يتكلم كلاماً قد يراه جميلا و لا ينتظر ليمتحن الأمر أولا بل يسرع في تتبع هذا الشخص الى أن يكتشف ما لم يتوقعه في نهاية الأمر لذلك أسرع يعقوب الرسول قائلاً:
" من هو حكيم وعالم بينكم فليُر اعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة"يع13:3
فالاقتران الثلاثي بين الشخص الحكيم و اظهار اعماله بالتصرف الحسن مع توافر وداعة الحكمة ..هذا الاقتران المذهل يعطي انطباعا عن الشخص الحكيم بحكمة السماء و التي قال عنها نفس الرسول يعقوب
" واما الحكمة التي من فوق فهي اولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة مذعنة مملوءة رحمة واثمارا صالحة عديمة الريب والرياء. " يع17:3
و ما أجملها كلمات عن سمات الحكمة السمائية
من فوق...... طاهرة......مسالمة......مترفقة......مذعنة....مملوءة رحمة و أثماراً صالحة...عديمة الريب و الرياء....
في ضوء تعليم الكتاب المقدس يتضح أن الحكمة التي بهذه الصفات هي الحكمة الآتية من فوق أي من عند الله هي حكمة مثمرة ملآنة أثماراً صالحة من الطهارة و الترفق و السلام و الرحمة و خالية من الرياء و الريب
أنت و أنا عزيزي القاريء هل نرتدي رداء الحكمة أم نراها ثمر للروح القدس في حياتنا و مثمرة أيضاً في نفسها أثمارا تشبع النفس و الآخرين و ترضي الله نفسه؟
لابد من مراجعة أمينة للنفس في هذا الشأن
ليس كل ما له مظهر الحكمة هو حكمة
بل ليست كل حكمة و لو كانت (حكمة فعلا) آتية من السماء.
هل تتذكر عزيزي القاريء قصة ملكة سبأ؟
و كيف انها اتت من بلاد بعيدة حتى تقابل سليمان الحكيم.
"وسمعتملكة سبأبخبر سليمان فاتت لتمتحن سليمانبمسائل الى اورشليم " 2أخ1:9
انظر كم قطعت ملكة سبأ من أميال من موقع مملكة سبأ الى أورشليم حتى تتكلم مع سليمان بما في قلبها و تنتظر كلمات الحكمة المجيبة لكل ما في قلبها .
ان الحكمة السمائية لا يضاهيها شيء فهي الحكمة الآتية من عند أبي الأنوار فلا شك أنها الحكمة الكاملة التي تزين الشخصية و تغلف الكلمات فتكون كلمات النعمة منسكبة على الشفاه
يقول الوحي "طوبى للانسان الذي يجدالحكمةوللرجل الذي ينالالفهم. " أم13:3
و يسوع المسيح مكتوب عنه "واما يسوع فكان يتقدم فيالحكمةوالقامة والنعمة عندالله والناس " لو52:2
و كتب عن بولس الرسول "كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسبالحكمةالمعطاة له"2بط15:3
و طلب بولس الرسول لأجل شعب كنيسة أفسس "كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح ابو المجدروح الحكمةوالاعلان في معرفته " أف17:1
لابد أن نطلب بلجاجة من أجل روح الحكمة أن يملأ أوانينا كي نستطيع أن نري الأمور بطريقة مختلفة من منظور حكمة الله ...
لا ينبغي أن نرى أنفسنا حكماء بسبب الخبرة أو المعرفة و لو كانت معرفة كتابية حتى أو بسبب اختباراتنا أو مدة معرفة الرب في حياتنا ..
لا ينبغي أن نرى أنفسنا حكماء بل نطلب روح الحكمة باستمرار
و لابد أن نعي تماماً أن الحكمة لا تعني الفلسفة و لا تعني الردود المنمقة المرتبة و الكتابية و حفظ الشواهد عن ظهر قلب و استحضار الآية أو عدة آيات فوراً عند أي مناسبة سواء تطلب الأمر هذا أو لم يتطلب!
الحكمة هي روح . الشخص المملوء بها هو شخص يطلبها باستمرار كما هو مكتوب
"وانما ان كان احد تعوزهحكمة فليطلبمن الله الذييعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر فسيعطى له. " يع5:1
و تجد الحكمة ليست في الكلمات فقط كما يعتقد البعض انما في كل جوانب الحياة و تجدها مغلفة بالوداعة فالشخص الحكيم تجده وديعاً لا يحتد أو يثور لمجرد أي تصرف من الآخرين لا يلائمه بل تجده وديعاً جداً مثل يسوع .
يقول الكتاب " بدء الحكمةمخافة الرب ومعرفة القدوس فهم " أم10:9 فهل أعيش أنا و تعيش أنت عزيزي القاريء في مخافة الرب ...أم أننا تأكدنا أننا أصبحنا حكماء و لا حاجة لنا لأن نحيا في خوف و مخافة الرب؟
فكثير من أبناء الله يتكلون على عصافات من الحكمة تبدو في حياتهم و يعتبرونها أسلحة يواجهون بها كل شيء لدرجة قد تقودهم لعصيان الله نفسه ...............!!!
لا تتعجب عزيزي القاريء فموسي النبي رغم الحكمة التي كانت له و يعتبر كما يقول مفسرين الكتاب أنه أعظم مخلص في العهد القديم وقع في فخ الحكمة الشخصية و استند عليها و أحزن قلب الله و نال عقاباً صافعاً..
أنظر سفر العدد أصحاح 20 و اقرأ قصة الصخرة الشهيرة حين أمر الله موسي أن يكلم الصخرة فتخرج ماءً و يسقي الشعب لكن موسي كان قد رأي أن يضربها كما فعل من ذي قبل ....حكمة موسي البشرية الضعيفة تتحدي حكمة الله غير المحدودة.
الله يأمر موسي بأن يكلم الصخرة بينما يري موسي شيئاً آخر و النتيجة النهائية تتلخص في
- خروج ماء من الصخرة
- حكم الله علي موسي بعدم الايمان و بالتالي حرمه من دخول الأرض الموعودة.
خرج الماء من الصخرة لأجل أمانة الله و محبته الفائقة لشعبه و تقديره للعطش المميت الذي تعرض له الشعب . بينما حكم على موسي بعدم الايمان إذ تصرف موسي بحكمة شخصية أتت من خبرة اعتبرها موسي خبرة غالية الثمن تنفع في كل الأوقات .
ان الحكمة عزيزي القاريء دائماً متجددة لأنها من الروح القدس المحيي و ان أصبحت مخزون في جعبة الانسان تتلف و لا تنفع شيء و ان اعتقد هو بنفعها لا يلتفت لها الرب.
يقول الكتاب عن أبيجايل أنها "وكانت المرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة " 1صم3:25 و لهذا فقد منعت داود من اراقة الدماء بدون سبب و هذا الفهم الجيد الآتي من الحكمة القلبية يقول عنها الكتاب بخصوص المرأة "حكمة المرأةتبني بيتها والحماقة تهدمه بيدها. " أم 1:14 أين الحكمة في حياة المؤمنة؟؟؟؟
و هل تري المرأة بيتها يبني أم يهدم؟؟؟
و هل ان كان يهدم تسرع لطلب الحكمة التي تعيد بنائه أم تتركه للهدم و دخول الناهبين و المتلفين الي أن يصير خرابا مخربا!
كل هذا يعتمد على شيء صغير جدا جدا ...ألا و هو طلب الحكمة.
شيء أخير أود أن أقوله هو أن طلب الحكمة يقينا و يجنبنا ويلات لا حصر لها و أننا في مواقف كثيرة نقول يا ليتنا كنا تصرفنا بهذا الشكل أو ذاك فجنبنا أنفسنا الكثير و الكثير من بلاء هذا الأمر ....
لا تبخل أن تصلي أو تطلب الحكمة
انظر كلمات الكتاب
"الحكمة تنادي في الخارج.في الشوارع تعطي صوتها. 21 تدعو في رؤوس الاسواق في مداخل الابواب.في المدينة تبدي كلامها 22 قائلة الى متى ايها الجهال تحبون الجهلوالمستهزئون يسرّون بالاستهزاء والحمقى يبغضون العلم. 23 ارجعوا عند توبيخي.هانذا افيض لكم روحي.اعلمكم كلماتي 24 لاني دعوت فابيتم ومددت يدي وليس من يبالي 25 بل رفضتم كل مشورتي ولم ترضوا توبيخي 26 فانا ايضا اضحك عند بليتكم.اشمت عند مجيءخوفكم 27 اذا جاء خوفكم كعاصفة وأتت بليتكمكالزوبعة اذا جاءت عليكم شدة وضيق. 28 حينئذيدعونني فلا استجيب.يبكرون اليّ فلا يجدونني. 29 لانهم ابغضوا العلم ولم يختاروا مخافة الرب. 30 لم يرضوا مشورتي.رذلوا كل توبيخي. 31 فلذلك ياكلون من ثمر طريقهم ويشبعون من مؤامراتهم. 32 لان ارتداد الحمقى يقتلهم وراحة الجهال تبيدهم. 33 اما المستمع لي فيسكن آمنا ويستريح من خوفالشر " ام 1: 20-33
اطلب الحكمة و لن تندم فالرب يحب الذي يطلبها منه جدا و لا يبخل عليه أن يعطيه منها و يزيد أيضاً يريدنا الرب أن نثمر في حياتنا ثمر الحكمة
و لا يطيقنا الرب حينما يرانا نرتدي رداء الحكمة من الخارج بينما أجوافنا ملانة حماقة و جهل..فان كنا حكماء فلأنفسنا و ان استهزأنا فنحن من نتحمل في نهاية الأمر.